نعث البدايات وتوصيف النهايات
نعث البدايات وتوصيف النهايات
تأليف العارف بالله الشيخ/ ماء العيني ابن مامين رضى الله عنه
http://www.mediafire.com/ file/dcmum9nydze7rl5
تأليف العارف بالله الشيخ/ ماء العيني ابن مامين رضى الله عنه
http://www.mediafire.com/
التعريف بالكتاب ومؤلفه
مؤلف كتاب " نعث البدايات وتوصيف النهايات" الشيخ الجليل ماء العينين أحد كبار علماء ودعاة الشيخ الجليل ماء العينين أحد كبار علماء ودعاة الصحراء المغربية، وأوسعهم ذكرا، وأشملهم تأثيرا، في الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية في المغرب إبان أواخر القرن التاسع عشر.
والشيخ ماء العينين، ينحدر من نسب الفاتح الأكبر المولى إدريس الأول رضي الله عنه، وقد كان إلى جانب مكانته العلمية الرفيعة مجاهدا في سبيل الله، بقلمه وسيفه وذائدا عن حرمة الثقافة العربية الإسلامية، وأصالة المغرب، وعراقته الحضارية.
استطاع الشيخ ماء العينين أن يلعب دورا رائدا في الصحراء المغربية، على نحو خلف وراءه مدرسة فكرية متميزة، لا تزال إلى يومنا هذا تحمل مشعل العلم والثقافة، ولواء الجهاد والعمل في شتى الميادين وراء أمير المؤمنين جلالة الملك الحسن الثاني. ويبدو لنا الشيخ ماء العينين في كتابه "نعث البدايات وتوصيف النهايات" عالما جليلا ومربيا بليغ التأثير في تلاميذه وأتباعه ومرديه قوي الارتباط بالسنة، عاضا عليها بالنواجذ، سائرا على هدى السلف الصالح، مقتفيا لأثرهم، ناسخا منوالهم، يلتزم بمذهب شيوخه، الذين أعلوا للعلم منارا، ورفعوا للثقافة العربية الإسلامية صرحا، وشيدوا للفقه ركنا ركينا.
وكتاب "نعت البدايات وتوصيف النهايات" يأتي في مقدمة الكتب التي عنيت بالتصوف، وخاضت في أسراره ودقائقه، وتناولت جوانبه بالشرح والتحليل والتفسير.
يقول المؤلف الفاضل رضي الله عنه في فاتحة الكتاب "إنه لما كانت وجوه التقرب إلى الله كثيرة، ومن أفضلها العلوم المعمول بها المنيرة، التي تهدي إلى الآداب الجمة الغزيرة، وكان علم التصوف من أفضلها وأجملها وأجلها لأنه علم صلاح القلوب، وبه تهذيبها من العيوب، وبه انكشاف الحجب عنها لمشاهدة الغيوب، وله كغيره شروط لا بد لطالبه منها، ولا يستغني في بدايته ونهايتها عنها، وقد وضع القوم فيه كتبا جديدة، وافية بشروطه، حسنة جزيلة، لكن قصر عنها وعن شروطها أهل هذا الزمن، وتعذر عليهم إتباع معرفتها لكون تحريك علو هممهم سكن، وذلك وقع فيهم لأجل مؤلفتهم للمألوفات الداعية للوهن وعدم مجاهدتهم لأنفسهم لينقل عنهم ما فيهم منها عدن، ومع ذلك كثر فيهم للبدايات والنهايات المدعون الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، والله أعلم بما يكتمون، ولذلك قيل بلسان الحال والمقال، إنا لله وإنا إليه راجعون، دعت الحاجة إلى وضع تصنيف فيه يبين وصف المريد وشيخه مربيه، وما يجب على كل منهما فيما يليه، وسميته "نعت البدايات وتوصيف النهايات"....
والمؤلف الفاضل يقدم لنا في هذه التوطنة صورة لما كانت عليه الحال في منتصف القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي تصاعد فيها المد الاستعماري في البلاد العربية والإسلامية، وظهرت مطامعه جلية واضحة الأمر الذي حذا بالمؤلف إلى خوض معركة فكرية على جانب كبير من الخطورة، نظرا لتدهور المستوى الثقافي في الأمة، مما فتح المجال أمام الترهات، والخزعبلات، وسفاسف الأمور، وضروب شتى من الخرافات، التي لا أصل لها من كتاب وسنة صحيح، وكان مما يتفق وطبائع الأشياء أن يبرز شيخ جليل، وعالم كبير، وفقيه متضلع، ليأخذ بأيدي المسلمين إلى سبل الخير والمعرفة الحقيقية، ويجلي لهم أمور دينهم، ويكشف لهم عن جوهره الأصيل، ومعدنه الثمين، فكان أن اتجهت همة الشيخ ماء العينين إلى وضع كتاب في علوم التصوف، وآدابه، وشروطه يضيف به مكرمة جديدة إلى مكارمه العلمية في خدمة المجتمع.
وقبل أن نمضي في استعراض محتويات الكتاب، واستقراء فصوله، نشير إلى أنه طبع بالقاهرة بالمطبعة الجمالية في سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين بمبادرة من تلميذ المؤلف ومريده الشيخ أبي العباس سيدي أحمد أحمد بن الشمسي. وهو يتضمن بهامشه كتابا ثانيا للمؤلف بعنوان "فاتق الرتق على رائق الفتق" إضافة إلى أجوبة وديوان نجله وخليفته الشيخ أبي العباس سيدي أحمد الهيبة. وقد جعل المؤلف كتابه كتابين، في كل كتاب أربعة أبواب، وفق ترتيب دقيق...
أما الكتاب الأول فهو نعت الباديات وما يصلح لأهلها إلى النهايات،" ويتضمن بابه الأول: آداب المريد مع شيخه، وبابه الثاني: آداب المريد مع عباده ربه. بينما يتضمن الباب الثالث والرابع: آداب المريد مع إخوانه والأقوال والأفعال التي ينتفع بها.
والكتاب الثاني وجعله المؤلف في "توصيف النهايات" وبه أربعة أبواب وكذلك.
وقد سلك المؤلف الشيخ ماء العينين منهج علمائنا من السلف الصالح في التأليف بحيث يعمد إلى استطراد، ويجنح إلى الإطناب، ويميل إلى شرح المفصل، ويكثر من إيراد الأمثلة والشواهد. وهو في منهجه التأليفي هذا، لا يكاد يختلف في شيء عن مؤلفي عصره، الذين غلب عليهم طابع الموسوعية، بحيث تجد نفسك وأنت تقرا كتبهم ومصنفاتهم أمام ركام هائل من المعلومات، والحقائق، والأحكام، والاستنتاجات، والإستشهادات، وصنوف متعددة من العلم، وضروب متنوعة من المعرفة، وأنماط متباينة من التفكير، والتحليل، والشرح والتعليل. ولا تملك نفسك أمام هذا الفيض الغامر، إلا أن تحني الهامة إجلالا وتقديرا لسعة علم المؤلف، وغزارة معرفته، وقوة عارضته، وحدة ذكائه، ونفاذ بصيرته، ورجاجة عقله، وعلو كعبه والفقه والتصوف.
وهذه الحقيقية تتجلى لنا بين صفحات الكتاب، حينما نجد المؤلف يبسط لنا القول بسطا في التصوف، ويفسر لنا مبهماته ودقائقه في لغة جزلة لا تعقيد فيها ولا إشكال ولا غموض ولا إبهام.
يقول الشيخ ماء العينين رضي الله عنه، تحت باب "في آداب المريد مع شيخه، وما يصلح له معه إلى تمام رسخه":
اعلموا إخواني وفقني الله وإياكم لطاعته، وأعانني وإياكم على ما به أتم مرضاته، إن هذه الأمة، اتفقت خلفا عن سلف، أن أول ما يجب على المرء، بعد انتباهه من الغفلة، أن يعمد إلى شيخ ناصح مرشد، عالم بعيوب النفس وأغراضها ودواعيها وأدوية أمراضها، فارغ من تهذيب نفسه، وأغراضها، يبصره بعيوب نفسه ويخرجه من دائرة حسه، لأن من لم يكن له شيخ يقوده إلى طريق الهدى قاده الشيطان إلى طريق الردي".
ثم يمضي المؤلف الفاضل قائلا، "ولتعلم أن المريد مشتق من الإرادة، وهي لوعة في القلب، يطلقونها ويريدون بها إرادة المتمني وهي منه، وإرادة الطبع ومتعلقها الحظ النفساني، وإرادة الحق ومتعلقها الإخلاص"
ومن خلال هذا الشرح المقتضب، لمعنى الإرادة، ومشتقاتها، يبدو لنا الشيخ ماء العينين عالما لا يشق له غبار، وفي ميدان التصوف الذي تقصر فيه همة العلماء.
ويمضي مؤلف الكتاب، على هذا النمط من التأليف، الذي وإن كان يتسم بطابع التكرار والإطناب، والحشو أحيانا، فإنه يمثل صورة ما كان عليه الوضع الفكري، والثقافي في عصر المؤلف، إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين اضطرارا إلى الاعتراف للشيخ ماء العينين بتضلعه الواسع، وتبحره الممتد، في ميدان التصوف. كيف لا وهو رائد مدرسة التصوف المغربي، في صحرائنا المغربية، وقائد حركة فكرية قادت أجيالا، ظلت دائما وفية لتراث المغرب وحضارته وتقاليده.
وبطبيعة الحال، لا يمكن لنا أن نأتي على استعراض فصول الكتاب، وأبوابه برمتها، لأن ذلك يشق علينا، ولا نملك له مقدرة، نظرا لتشعب موضوعات الكتاب، وتداخلها وتفرعها، إلى أبواب وفصول متنوعة، لا تخلو من المعرفة والمتعة الروحية، ولنا جولة قادمة، مع المؤلف الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين في بعض كتبه إن شاء الله.
وزبدة القول أن كتاب نعت البدايات وتوصيف النهايات يحتل زاوية مرموقة في المكتبة المغربية وخاصة في ميدان التصوف الإسلامي المغربي.
إذا كنت مستفيد من مكتبة ابن إدريس قم بنشر الكتاب
مؤلف كتاب " نعث البدايات وتوصيف النهايات" الشيخ الجليل ماء العينين أحد كبار علماء ودعاة الشيخ الجليل ماء العينين أحد كبار علماء ودعاة الصحراء المغربية، وأوسعهم ذكرا، وأشملهم تأثيرا، في الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية في المغرب إبان أواخر القرن التاسع عشر.
والشيخ ماء العينين، ينحدر من نسب الفاتح الأكبر المولى إدريس الأول رضي الله عنه، وقد كان إلى جانب مكانته العلمية الرفيعة مجاهدا في سبيل الله، بقلمه وسيفه وذائدا عن حرمة الثقافة العربية الإسلامية، وأصالة المغرب، وعراقته الحضارية.
استطاع الشيخ ماء العينين أن يلعب دورا رائدا في الصحراء المغربية، على نحو خلف وراءه مدرسة فكرية متميزة، لا تزال إلى يومنا هذا تحمل مشعل العلم والثقافة، ولواء الجهاد والعمل في شتى الميادين وراء أمير المؤمنين جلالة الملك الحسن الثاني. ويبدو لنا الشيخ ماء العينين في كتابه "نعث البدايات وتوصيف النهايات" عالما جليلا ومربيا بليغ التأثير في تلاميذه وأتباعه ومرديه قوي الارتباط بالسنة، عاضا عليها بالنواجذ، سائرا على هدى السلف الصالح، مقتفيا لأثرهم، ناسخا منوالهم، يلتزم بمذهب شيوخه، الذين أعلوا للعلم منارا، ورفعوا للثقافة العربية الإسلامية صرحا، وشيدوا للفقه ركنا ركينا.
وكتاب "نعت البدايات وتوصيف النهايات" يأتي في مقدمة الكتب التي عنيت بالتصوف، وخاضت في أسراره ودقائقه، وتناولت جوانبه بالشرح والتحليل والتفسير.
يقول المؤلف الفاضل رضي الله عنه في فاتحة الكتاب "إنه لما كانت وجوه التقرب إلى الله كثيرة، ومن أفضلها العلوم المعمول بها المنيرة، التي تهدي إلى الآداب الجمة الغزيرة، وكان علم التصوف من أفضلها وأجملها وأجلها لأنه علم صلاح القلوب، وبه تهذيبها من العيوب، وبه انكشاف الحجب عنها لمشاهدة الغيوب، وله كغيره شروط لا بد لطالبه منها، ولا يستغني في بدايته ونهايتها عنها، وقد وضع القوم فيه كتبا جديدة، وافية بشروطه، حسنة جزيلة، لكن قصر عنها وعن شروطها أهل هذا الزمن، وتعذر عليهم إتباع معرفتها لكون تحريك علو هممهم سكن، وذلك وقع فيهم لأجل مؤلفتهم للمألوفات الداعية للوهن وعدم مجاهدتهم لأنفسهم لينقل عنهم ما فيهم منها عدن، ومع ذلك كثر فيهم للبدايات والنهايات المدعون الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، والله أعلم بما يكتمون، ولذلك قيل بلسان الحال والمقال، إنا لله وإنا إليه راجعون، دعت الحاجة إلى وضع تصنيف فيه يبين وصف المريد وشيخه مربيه، وما يجب على كل منهما فيما يليه، وسميته "نعت البدايات وتوصيف النهايات"....
والمؤلف الفاضل يقدم لنا في هذه التوطنة صورة لما كانت عليه الحال في منتصف القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي تصاعد فيها المد الاستعماري في البلاد العربية والإسلامية، وظهرت مطامعه جلية واضحة الأمر الذي حذا بالمؤلف إلى خوض معركة فكرية على جانب كبير من الخطورة، نظرا لتدهور المستوى الثقافي في الأمة، مما فتح المجال أمام الترهات، والخزعبلات، وسفاسف الأمور، وضروب شتى من الخرافات، التي لا أصل لها من كتاب وسنة صحيح، وكان مما يتفق وطبائع الأشياء أن يبرز شيخ جليل، وعالم كبير، وفقيه متضلع، ليأخذ بأيدي المسلمين إلى سبل الخير والمعرفة الحقيقية، ويجلي لهم أمور دينهم، ويكشف لهم عن جوهره الأصيل، ومعدنه الثمين، فكان أن اتجهت همة الشيخ ماء العينين إلى وضع كتاب في علوم التصوف، وآدابه، وشروطه يضيف به مكرمة جديدة إلى مكارمه العلمية في خدمة المجتمع.
وقبل أن نمضي في استعراض محتويات الكتاب، واستقراء فصوله، نشير إلى أنه طبع بالقاهرة بالمطبعة الجمالية في سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين بمبادرة من تلميذ المؤلف ومريده الشيخ أبي العباس سيدي أحمد أحمد بن الشمسي. وهو يتضمن بهامشه كتابا ثانيا للمؤلف بعنوان "فاتق الرتق على رائق الفتق" إضافة إلى أجوبة وديوان نجله وخليفته الشيخ أبي العباس سيدي أحمد الهيبة. وقد جعل المؤلف كتابه كتابين، في كل كتاب أربعة أبواب، وفق ترتيب دقيق...
أما الكتاب الأول فهو نعت الباديات وما يصلح لأهلها إلى النهايات،" ويتضمن بابه الأول: آداب المريد مع شيخه، وبابه الثاني: آداب المريد مع عباده ربه. بينما يتضمن الباب الثالث والرابع: آداب المريد مع إخوانه والأقوال والأفعال التي ينتفع بها.
والكتاب الثاني وجعله المؤلف في "توصيف النهايات" وبه أربعة أبواب وكذلك.
وقد سلك المؤلف الشيخ ماء العينين منهج علمائنا من السلف الصالح في التأليف بحيث يعمد إلى استطراد، ويجنح إلى الإطناب، ويميل إلى شرح المفصل، ويكثر من إيراد الأمثلة والشواهد. وهو في منهجه التأليفي هذا، لا يكاد يختلف في شيء عن مؤلفي عصره، الذين غلب عليهم طابع الموسوعية، بحيث تجد نفسك وأنت تقرا كتبهم ومصنفاتهم أمام ركام هائل من المعلومات، والحقائق، والأحكام، والاستنتاجات، والإستشهادات، وصنوف متعددة من العلم، وضروب متنوعة من المعرفة، وأنماط متباينة من التفكير، والتحليل، والشرح والتعليل. ولا تملك نفسك أمام هذا الفيض الغامر، إلا أن تحني الهامة إجلالا وتقديرا لسعة علم المؤلف، وغزارة معرفته، وقوة عارضته، وحدة ذكائه، ونفاذ بصيرته، ورجاجة عقله، وعلو كعبه والفقه والتصوف.
وهذه الحقيقية تتجلى لنا بين صفحات الكتاب، حينما نجد المؤلف يبسط لنا القول بسطا في التصوف، ويفسر لنا مبهماته ودقائقه في لغة جزلة لا تعقيد فيها ولا إشكال ولا غموض ولا إبهام.
يقول الشيخ ماء العينين رضي الله عنه، تحت باب "في آداب المريد مع شيخه، وما يصلح له معه إلى تمام رسخه":
اعلموا إخواني وفقني الله وإياكم لطاعته، وأعانني وإياكم على ما به أتم مرضاته، إن هذه الأمة، اتفقت خلفا عن سلف، أن أول ما يجب على المرء، بعد انتباهه من الغفلة، أن يعمد إلى شيخ ناصح مرشد، عالم بعيوب النفس وأغراضها ودواعيها وأدوية أمراضها، فارغ من تهذيب نفسه، وأغراضها، يبصره بعيوب نفسه ويخرجه من دائرة حسه، لأن من لم يكن له شيخ يقوده إلى طريق الهدى قاده الشيطان إلى طريق الردي".
ثم يمضي المؤلف الفاضل قائلا، "ولتعلم أن المريد مشتق من الإرادة، وهي لوعة في القلب، يطلقونها ويريدون بها إرادة المتمني وهي منه، وإرادة الطبع ومتعلقها الحظ النفساني، وإرادة الحق ومتعلقها الإخلاص"
ومن خلال هذا الشرح المقتضب، لمعنى الإرادة، ومشتقاتها، يبدو لنا الشيخ ماء العينين عالما لا يشق له غبار، وفي ميدان التصوف الذي تقصر فيه همة العلماء.
ويمضي مؤلف الكتاب، على هذا النمط من التأليف، الذي وإن كان يتسم بطابع التكرار والإطناب، والحشو أحيانا، فإنه يمثل صورة ما كان عليه الوضع الفكري، والثقافي في عصر المؤلف، إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين اضطرارا إلى الاعتراف للشيخ ماء العينين بتضلعه الواسع، وتبحره الممتد، في ميدان التصوف. كيف لا وهو رائد مدرسة التصوف المغربي، في صحرائنا المغربية، وقائد حركة فكرية قادت أجيالا، ظلت دائما وفية لتراث المغرب وحضارته وتقاليده.
وبطبيعة الحال، لا يمكن لنا أن نأتي على استعراض فصول الكتاب، وأبوابه برمتها، لأن ذلك يشق علينا، ولا نملك له مقدرة، نظرا لتشعب موضوعات الكتاب، وتداخلها وتفرعها، إلى أبواب وفصول متنوعة، لا تخلو من المعرفة والمتعة الروحية، ولنا جولة قادمة، مع المؤلف الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين في بعض كتبه إن شاء الله.
وزبدة القول أن كتاب نعت البدايات وتوصيف النهايات يحتل زاوية مرموقة في المكتبة المغربية وخاصة في ميدان التصوف الإسلامي المغربي.
إذا كنت مستفيد من مكتبة ابن إدريس قم بنشر الكتاب
ليست هناك تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) صدق الله العظيم